يا تونس الخضراء.. عبد الوهاب القطب

يا تونس الخضراء صدري مثلج
قصيدة للشاعر الفلسطيني عبد الوهاب القطب

بابُ التَّجَبِّرِ لا مَحَالَة َ مُوْصَدُ
والحقُّ باقٍ لا جدالَ مُخَلَّدُ
...
هذا بلاغٌ قد أذيعَ على المَلا
وأعيدُه ذكرى لمَنْ يترَدَّد

يا جالسينَ على العروشِ ألا اسمعوا
فالريحُ تعصِفُ والسماءُ سَترعِدُ

إني أرى الطوفانَ أقربَ من غدٍ
فاليومَ فرْحٌ والغداة تنهُّدُ

صُولوا وَجُولوا وابطشوا وتوَعَّدوا
وتمَرَّغوا في الانْحِلالِ وَعَربِدوا

هذي الشعوبُ وإن لَمسْتمْ ضعفَها
لا بدَّ تنهضُ والزَّمانُ سيشهدُ

وَتُمزِّقَنَّكُمُ بغير هَوادَةٍ يا مَعْشَرا
ضَلُّوا الطَّريقَ وما اهْتَدوا

يا تونسُ الخَضْراءُ صَدْري مُثلَجٌ
وَعَلى شِفاهي بَسْمةٌ تتجَدَّدُ

وَبِأعْيُنِي أحْلامُ طِفلٍ ضَاحِكٍ
وَبِأضْلُعِي الخَفَّاقُ شُكْراً يَسْجُدُ

والدَّمْعُ مِنْ فَرَحِي عَلى خَدِّي هَوَى
فَسَقَى وُرُوداً قَدْ طَوَاها الغَرْقَدُ

فَتَحِيَّةً لَكُمُ بتونِسَ كُلِّها
نَارُ الشعوبِ إذا صَحَتْ لا تخْمُدُ

تعليقات