حواري الشعر .. في رثاء الشاعر كمال حشيش

حواريّ الشعر




هل كان في الدنيا نعيمٌ يحتويك سوى قصاصات الورق؟
والحبر مسكوبا دموعا سابحاتٍ في لفافات التصارع مع حكايات الزمن
هل كان يجدي أي شعرٍ في رثاءِ الشِّعر والشقراء والشَّعر المُشَيّبِ باحتضارات الأحبة حوله؟!




يا حواريَّ القصيدةِ
ليس عبثا أن تكون المصطفى من بين إخوتك الرسل
ليس عبثا كونك المختار في كونِ الكآبةِ
فالسعادةُ لا تليق بمن يهادن خوفه أو يستكين
لعالمِ اليأس المثبط والمليء بتمتماتِ الذعرِ بين الجائعين
المنهكين من التعلق بالحبال الدائبات


يا صديقي كنت دوما صادقَ الوعدِ النبيَّ
فليس موتُك - مثلما ظن الجميع - دعابةً أو كذبةً
بل رحلةٌ لـ (الطيب الأنقى) إلى العلياء والفردوسِ
يهيّئ الأرضَ السماءَ لتنبتَ الطُهرَ المعتّقَ من ملايين السنين بقلبه
حتى يفيض الحب من رحم النقاء
وينجب الموت اللعين حياتنا من بين طيات التعاسة
كي تقرَّ عيوننا بالقرب منك
ومنك وحدك يا صديقي
كان ينبع كل خير في الحياة وما يزال
وما يزال بقربنا طيفُ ووحي من خيالك
نصطفيه رفيقنا عند المآزق كي يعين ظهورنا في حمل أمتعة الحياة
حتى نسافرَ مرة أخرى إليك
لعالمٍ لا تعتريه سذاجة الحمقى
لقصرك المبنيِّ من أبيات شِعرك
في الجنانْ


إني لأجزم يا صديقي
أن دمع الحرف من عين القصيدة في احتضاركَ
ليس إلا نهر خمر في ربوع جنانك اللاتي رُسمن بكل قصدٍ لاحتواءِ الروحِ منك

لترتقي
ولْتنحني كل السنابل والنخيل تواضعا
لحضورك المرصود من أهل السماء
يا صديقي كن بخير حيث أنت
كما تشاءْ
واجمع الأبيات والألحان واستمتع بها
وانتظرني

تعليقات