زنزانة الوطن.. محمد عبد القادر



سماءٌ من الطين دونَ النجومِ
بلونِ الرصاصْ
وصبحٌ توشَّح حبلَ المشانقِ
يبغي الخلاصْ
ونايٌ يغني لطيرٍ قتيلٍ
ويطلبُ من قاتليه القصاصَ
فيا ويحَ لحنِكَ ما أحقره
وضوءٌ تعوَّدَ ثقبَ الجدارِ
ليُعلِنَ فجراً جديداً عنيداً
فلم يسطِع اليومَ أن يَظهرَه

عيونُ النواصي جحيمٌ ودمعٌ
تماثيلُ شمعٍ
تجوبُ النواحي
ترانيمُ موتى
تُحيِّي الأضاحي
وتَحني جباهاَ لكي تستريح
بهذا الضريحْ
خيوطُ العناكبِ لمْ تحمِ شيخا
بقرب النبيّ
وشدوُ الحمائمِ بات احتضارا
ونَوحاً حزيناً
لموتِ الصبيّ

وخمرُ المآقي شرابٌ عتيقٌ
يلذّ لمن في يديه القرار
هنا.. لا فرارْ
هنا اللامكان
هنا اللازمان
هنا حيث يحيا المواتُ
مَلِيكاً مجيدا
ولا يرتضي زوجةً أو ولد
هنا اللاأحد
فلا سلطةً غير صوتِ السياطِ
يصيحُ فيخشعُ من قدْ جُلِدْ
وينقشُ فوقَ الظهورِ الزهورَ
تحنّت من الدَّمِ حين برد
فسجاننا لا يرتوي من دمانا
إذا ما صببتَ له قال زِدْ
بزنزانتي كلُّ حرٍّ سجينٌ
وفي قلبه يستضيفُ الوطن
هنا..
لا حِكمة فوق حكم الزّنادِ
إذا ما أقرَّ.. فلا مُجتَهدْ

تعليقات